هل سبق وفكرت في الموت؟ تُرى كيف ستكون النهاية؟ وهل هناك مقدمات له كما يعتقد البعض أم لا؟ الحقيقة إن الموت قد يحدث فجأة وأحياناً يحصل بشكل تدريجي، وحسب ما عرفناه من تجارب من سبقونا أنه أحيانًا مع اقترابه ستشعر أنك غير مهتم بالعالم الخارجي، وربما تنعزل اجتماعيًا وتنسحب من علاقات الأهل والأصدقاء لتختلي بنفسك، هذا فيما يخصك أنت، ولكن كيف تعلم أن شخصًا آخر مقرب منك يحتضر؟
في هذا المقال سأصف لك بعض التغييرات الجسدية الشائعة التي قد تحدث في الأيام والساعات الأخيرة من الحياة، وتذكر جيداً أن هذه التغييرات الجسدية لا تحدث بالترتيب، ومن الناحية الطبية، يُنظر إلى عملية الموت على أنها إغلاق أنظمة الجسم. إليك أهم العلامات التي تخبرك أن هناك شخص يحتضر.
الأكل والشرب بشكل أقل
مع تباطؤ حركة الجسم، يستخدم الجسد طاقة أقل ولا يحتاج الشخص إلى الأكل أو الشرب كثيرًا، قد يبدأ الشخص في مقاومة أو رفض الطعام أو الشراب، ويمكن القول إن إعطاء الشخص السوائل في هذا الوقت لا يساعده، ولكن يمكنك ترطيب فمه من أجل الراحة بقطعة من الثلج ورشفات صغيرة من الماء والعناية بفمه بانتظام.
قلة الاهتمام بالعالم الخارجي
قد يفقد الشخص المحتضر اهتمامه بالأشخاص القريبين تدريجيًا، وقد يجد صعوبة في التركيز وربما يتوقف عن الكلام، والحقيقة أن الانسحاب هو جزء من التخلي عن العالم وينذر بقرب النهاية، وعلى الرغم من ذلك، هناك بعض الأشخاص الذين يواجهون اندفاع مفاجئ من اليقظة وكأنهم لا يرغبون في توديع العالم، هؤلاء الأشخاص يتحدثون كثيراً ويهتمون اهتماماً مبالغاً فيه بالأشخاص والشوارع.
تغيرات التنفس
قد يصبح التنفس غير منتظم ومجهد ومزعج، وقد تسمع نمط تنفس غير منتظم يُعرف باسم تشين ستوكس، وهو عبارة عن نفس عميق عالي يتبعه توقف طويل قد يستمر من 5 ثوانٍ إلى دقيقة واحدة، قبل أن يبدأ نفس عميق عالي مرة أخرى.
تراكم المخاط في الحلق
إذا تراكم المخاط في الحلق، فقد يؤدي إلى إحداث أصوات عالية وغرغرة، يطلق عليها بعض الناس “حشرجة الموت” ويمكن أن تساعد الأدوية في تجفيف أي مخاط أو يمكنك محاولة تغيير وضع الشخص في السرير، قد يكون الاستماع إلى هذا التغيير في نمط التنفس مزعجًا، لكن يُعتقد أنه ليس مؤلمًا للشخص.
مواجهة صعوبة في الذهاب إلى الحمام
مع تناول الشخص كميات أقل من الطعام والشراب، فإنه ينتج كميات أقل من البول والبراز، وبسبب تباطؤ أنظمة الجسم، قد يواجه الشخص صعوبة في إفراغ المثانة، في هذه الحالة يمكن إدخال قسطرة في المثانة لتصريف البول، ويمكن وصف أدوية للإمساك، وهو أحد الآثار الجانبية الشائعة لبعض مسكنات الألم، وفي بعض الأحيان يحدث فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء في المراحل الأخيرة من عملية الموت، ولكن لا يحدث دائمًا.
الارتباك والهذيان
قد يتضمن ذلك انخفاض مستوى الوعي؛ فقدان الذاكرة؛ الهلوسة بمعنى رؤية أو سماع أشياء وأشخاص غير موجودين بالفعل وهناك أيضاً الأوهام وقد تشمل المعتقدات أو الأفكار الخاطئة؛ تقلبات المزاج؛ واضطرابات النوم.
قد لا يكون الشخص المحتضر على دراية بمكانه أو بمن موجود معه في الغرفة، وقد يتحدث أو يرد بشكل أقل من المعتاد، وربما يستجيب لأشخاص لا يمكن للآخرين رؤيتهم. قد يدخل الشخص في غيبوبة ويعود منها ويصبح في النهاية غير مستجيب.
في النهاية، لا أحد يعرف كيف يعيش الشخص المحتضر لحظة الموت، ومهما حدث، في العديد من الثقافات يُعتقد أنها لحظة سلمية، غالبًا ما يكون هناك بضع أنفاس عميقة أو تنهدات قبل النفس الأخير، عندما يتوقف التنفس تماماً.